العاصفة الكروية والسلبية

"قَسَمًا بالنازلاتِ الماحقاتِ.. قَسَمًا بدماءِ الشهداءِ السافكاتِ.. قَسَمًا بالعروبةِ في كلِّ البقاعِ.. قَسَمًا بكلِّ الثوارِ الأحرارِ".. بهذه الكلمات الملتهبة حماسًا، ارتفع صوت حفيظ دراجي كالرعد، ليُجسِّد روح المقاومة التي لا تُقهَر. حفيظدراجيقَسَمًابالنازلاتبطلٌخالدفيذاكرةالتحدي

من هو حفيظ دراجي؟

وُلِدَ المناضلُ الجزائريُّ حفيظ دراجي في عام 1927 بمدينة قسنطينة، ليكون أحد أبرز رموز الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. انضمَّ إلى صفوف جبهة التحرير الوطني مُبكرًا، حيثُ أظهر شجاعةً نادرةً وقدرةً قياديةً فذَّة.

قَسَمُ النازلات.. نشيدُ الخلود

تحوَّلَت قصيدة "قَسَمًا بالنازلات" التي ألقاها دراجي عام 1956 إلى نشيدٍ ثوريٍّ يهزُّ المشاعر، ويُذكِّرُ بالأهداف السامية للثورة:

"قَسَمًا بالنازلاتِ الماحقاتِ..
قَسَمًا بالصاعقاتِ المُهلِكاتِ..
قَسَمًا بأرواحِنا وأرواحِكم..
وبالأطفالِ والنساءِ الشاحباتِ"

حفيظدراجيقَسَمًابالنازلاتبطلٌخالدفيذاكرةالتحدي

لقد حوَّلَ دراجي الكلمات إلى سلاحٍ معنويٍّ يُقوِّي عزيمةَ المجاهدين، ويُلهِبُ حماسَ الشعبِ للتحرُّرِ من نيرِ الاستعمار.

بطولاتٌ تخلَّد في التاريخ

• معركة الجرف الشهيرة: قاد دراجي هجماتٍ بطوليةً ضد القوات الفرنسية في منطقة الجرف، حيثُ أظهرَ تخطيطًا عسكريًا دقيقًا.
• استراتيجية حرب العصابات: أبدع في تنفيذ هجمات خاطفة سبَّبت خسائرَ فادحةً في صفوف العدو.
• التضحية بالنفس: رفضَ كلَّ عروضِ الاستسلام، وفضَّلَ الشهادةَ على الخضوع.

إرثٌ لا يموت

رغم استشهاد حفيظ دراجي عام 1959، إلا أنَّ إرثَه بقي حيًا:
- تُدرَّسُ سيرتُه في مناهج التاريخ.
- سُمِّيتْ مدارسُ وشوارعُ باسمه في مختلف المدن الجزائرية.
- ما زالَت قصيدتُه "قَسَمًا بالنازلات" تُردَّدُ في المناسبات الوطنية.

اليومَ، وبعدَ أكثرَ من ستة عقودٍ على استقلال الجزائر، يبقى حفيظ دراجي مثالًا يُحتذى في التضحيةِ والإيمانِ بعدالةِ القضية. قَسَمُه بالنازلاتِ ما زالَ صرخةً تدوي في ضميرِ كلِّ حرٍّ يُؤمنُ بالكرامةِ والعدالة.

"فإما حياةٌ تُشرِّفُ العيشَ.. وإما مماتٌ يُعزُّ الكرامةَ"
- حفيظ دراجي -

حفيظدراجيقَسَمًابالنازلاتبطلٌخالدفيذاكرةالتحدي

لقد جسَّدَ هذا البطلُ معنى أن تكونَ كلمةُ المرءِ كالعقيدة، وأن يكونَ القَسَمُ طريقًا إلى الحرية أو الشهادة. فسلامٌ عليك يا حفيظ، يا من جعلتَ من النازلاتِ سُلَّمًا للعزةِ والكرامة!